الأربعاء، 2 مارس 2022

سافر أبي


حين يتحرك عمود البيت تهتز كل اركانه.. تتغير ملامح المكان وطابعه الخاص.. يرتبك الميزان وتصبح الأطراف مثقلة الحمل..ويفتقد قلب المكان للارتكاز.. هكذا يكون حال بيتنا حين يترك أبي

حنون هو.. مبهج.. سخي.. يتذرذر سريعا ويطيب في الحال.. لا أمل نقاشاته الشاطحة المتمردة.. له منطقه الخاص دائما.. وعلى الرغم من اختلافه.. إلا أنه ممتع للغاية حين يدافع عنه

طحنت الظروف للبقاء بجواره أطول فترة ممكنة.. ضربت بالمأموريات عرض الحائط.. طلبت دعم الجميع لتوصيلي اليه ويسرها المولى من عنده

كم أنت كريم يارب

لم أجلس بجواره ابدا ذاك اليوم.. اكتفيت بالتواجد في محيطه.. دون كلام.. اردت الاستمتاع ببصماته الحرارية ودفء حنانه الذي ملأ المكان.. فتلك المرة كان يريد البقاء جديا.. قد بدا عليه ذاك تماما

لكن الوقت يمضي سريعا.. ما لبث إلا أن أحزم أمتعته.. ألقى السلام.. واخذ طريقه

وترك وراءه.. خيوط متشابكة.. غصص متفرقة.. دموع محبوسة.. وألم



ليست هناك تعليقات: